الرئيسية ليستر سيتي والاعجاز

ليستر سيتي والاعجاز

أسباب منطقية عديدة جعلتنا لا نتوقع اطلاقا بأن يستمر فريق نادي ليستر سيتي بالمنافسة على لقب "البريمير ليغ" حتى هذه اللحظة، لكن الثعالب خالفوا التوقعات وفجروا المفاجآت، ليتصدروا الترتيب بجدارة بعد مرور احدى وثلاثين جولة.



اثنان وعشرون عاما، ومنذ تتويج بلاكبيرن روفرز باللقب، لم ينجح أي نادٍ بخطف لقب الدوري الانجليزي الممتاز من بين أنياب الكبار، مانشستر يونايتد، آرسنال، تشيلسي ومانشستر سيتي، بل أن نادي ليفربول العريق لم يحقق اللقب منذ 26 عاما.

الأندية الأربعة التي فازت باللقب خلال هذه الفترة تسلّحت بعوامل عديدة جعلتهم أبطالا، تتويج اليونايتد وآرسنال يعد طبيعيا مقارنة بتاريخهما وجماهيريتهما، اما البلوز تشيلسي والسيتزنس فقد اتخذا طريق بذخ الأموال بعد استثمارها من قبل ملّاك اغنياء، مما جعلهما أبطالا.

تجربة ليستر سيتي تختلف عن تجارب نظرائه، فهو ليس نادي بطولات، ولا من نوعية الأندية التي تصرف المليارات، ورغم كل هذا فقد نجح حتى الآن بقلب الطاولة على الجميع.

التايلندي فيتشاي سريفادانا مالك النادي يعد من بين أثرى عشرة ملاك للأندية الانجليزية، لكنه لم يكن يحلم حتى برؤية ناديه يتربع على عرش الصدارة، وطموحه لا يتعدى البقاء في الأضواء، فلم يبرم صفقات من العيار الثقيل، مكتفيا بكتيبته التي تأهلت قبل عامين الى دوري الأضواء، ومعتمدا على خبرة الرئيس التقني لكشافة الفريق بن ريجليسورث، اضافة الى حنكة المدرب الايطالي كلاوديو رانييري.

التعاقد مع المهاجم الياباني اوكازاكي، ولاعب الوسط الفرنسي الرائع نغولو كانتي، فضلا عن الاحتفاظ بصانع العاب الفريق النجم الصاعد الجزائري رياض محرز، والهداف الخطير الانجليزي جيمي فاردي، وايضا الحارس شمايكل والمدافع روبرت هوث ولاعب الوسط درنكووتر والآخرين، كلها أسماء جاءت بمقابل مادّي متواضع، لا ُيقارن بما أبرمه منافسوه من صفقات بمئات الملايين.

الموسم الماضي كان النادي يعاني من شبح الهبوط، لكنه نجى بأعجوبة، بنتائجه الرائعة في الأمتار الأخيرة، أما حالهم الآن قد تغير بنسبة كبيرة، فالفريق يقدم كرة قدم ممتعة بأسلوب متوازن بين الدفاع والهجوم، بفوزه على الفرق الصغيرة وتجاوزه الفرق الكبرى، ليسير بخطى ثابتة نحو الظفر باللقب لأول مرة في تاريخه.

المدرب رانييري والذي عُرف بسوء حظّه دائما، والتصاقه بوصافة البطولات، كانت له تجارب عديدة مع يوفنتوس وفالنسيا وتشيلسي وروما وموناكو سابقا، سيقاتل هذه المرّة لفكّ نحسه، والحصول على أغلى بطولة له على الأطلاق طوال حياته، لكنه لم يكن يخطط أبدا لتحقيق ذلك وباعترافه، بعد ان أكد أن الحلم كبُر يوما بعد يوم، مستغلا ظروف منافسيه وسقوطهم مرارا وتكرارا بشكل مروع، مما فسح المجال أمامه.

أقل الفرق خسارة وأكثر الفرق فوزا وأفضل فريق مسجل، وتألق هداف الدوري فاردي، والنجم محرز، الذي يعد أكثر لاعب اشترك بتسجيل الأهداف في المسابقة، كلها معطيات تؤكد بان ليستر تصدر الترتيب باستحقاق.

استمرار مغامرة ليستر سيتي من عدمها، تتوقف على نتائجه خلال آخر سبع جولات، هو حاليا يعتلي القمة برصيد ست وستين نقطة، وأقرب منافسيه هو المتوهج هذا الموسم توتنهام، الذي يملك احدى وستين نقطة، يليه آرسنال بفارق11 نقطة، مع مباراة مؤجلة لصالح الجانرز، فيما تبدو فرصة مانشستر سيتي صعبة للغاية في المنافسة خصوصا بعد خسارته الديربي.

جدول مباريات أبناء ملعب ووكرز ستديوم قوي للغاية، لكنه لن يختلف عن صعوبة ما تخطوه في الجولات السابقة، ليستر سيلاقي فرقا تصارع على خطف مركز أوروبي (ساوثهامبتون، ايفرتون، ويست هام) وأخرى تقاتل من أجل تفادي الهبوط (سندرلاند وسوانزي)، فيما تبقى مباراتا مانشستر سيتي وتشيلسي الأهم، لأنها قد تحدد مستقبل بطل المسابقة.

يبدو ان الثعالب جاهزون للتحدي وكسر القاعدة، ليؤكدون ولأول مرة منذ أكثر من عقدين، بأن الأموال وحدها ليست كافية للمنافسة على الألقاب، مع تيقننا بأنها معجزة لن تتكرر دائما، لكنها ان حدثت، ستُخلّد في كتب التاريخ.
20 مارس 2016
عمر قحطان
                                                                                                             

هل أعجبك الموضوع ؟

نبذة عن الكاتب

محمد اسلام مدون جزائري قمت شهباني بانشاء هذه المدونة من اجل التعلم والاستفادة وبالتوفيق لجميع زوار هذه المدونة


يمكنك متابعتي على :


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


جميع الحقوق محفوضة لمدونة مدونة مدينة مغنية 2013/2014

تصميم : تدوين باحتراف