الرئيسية صادق خان أول عمدة مسلم للندن يحلف اليمين على القرآن

صادق خان أول عمدة مسلم للندن يحلف اليمين على القرآن


 يمكن بسهولة تحديد أصله وموطنه من هيئته وملابسة، فبالرغم من انتقاله إلى بلد ذي ثقافة وطبيعة مغايرة تمامًا، ظل متمسكاً بتقاليد وأعراف بلاده، فلم يتخلي عن الشالوار والقميص المزركش بكثافة، ولكنه اضطر إلى خلعه يوم التنصيب وإعلان النصر، بعد أن فاز على منافس من أهل البلد في الانتخابات المحلية ممثلاً لحزب العمال البريطاني، ليصبح أول عمدة مسلم من أصل غير بريطاني للندن، ولكنه تعهد أمام الجميع أن يكون عمدة للجميع لا يفرق بين لندني وآخر، وأعلنها «أعدكم بأن أكون عمدة لكل أهل لندن»، إنه صادق خان، الذي رجحت كفته أمام منافسه زاك جولدسميث، وتم إعلانه عمدة  لبلدية لندن، السبت.








ولد صادق خان، 45 عاماً، بضاحية توتينج البريطانية، لأب أتى إلى بريطانيا مهاجراً، وعمل سائقاً لحافلة، وأم عملت بحياكة الملابس، و7 أشقاء، نشأ في أحد عقارات الإسكان العام التابع للمجلس المحلي، وتلقى تعليمه في إحدى المدارس المحلية الشاملة، وانتخب بالبرلمان عام 2005، وظل عضواً به خلال الأحد عشر عاماً الماضية للمنطقة التي نشأ بها، وعين وزيراُ للمجتمعات في عام 2008، ووزيراً للنقل في عام 2009 تحت رئاسة جوردون براون، ورغم انه لم يتولى حقيبة وزاية رفيعة المستوى، فإنه كان أول مسلم يحضر اجتماعات مجلس الوزراء بانتظام، وتم تنصيبه بمجلس الملكة الخاص.


وعن لحظة القسم حينها يقول خان: «نادى القصر على اسمي ووجه لي السؤال: أي كتاب مقدس ترغب أن تقسم عليه، فأجبتهم أقسم على القرأن الكريم، فأجابوني أنه ليس لديهم واحداً، ولكنني كنت قد أحضرته معي».


وعن فوزه في الانتخابات قالت صحيفة «جارديان» البريطانية، إن انتخابه عمدة للندن، يجعله «السياسي المسلم الأكثر نفوذاً والأعلى شهرة في العالم الغربي»، مشيرة إلى أنه خلال السنوات الأربعة التالية وربما أكثر من لك، سيتولى شؤون المدينة الأكثر ديناميكية في غرب أوروبا، ويصبح ممثلاً لـ 8.5 مليون مواطن ومسؤولاً عن ميزانية سنوية قدرها 17 مليار جنيهاً استرلينياً.



ونقلت الصحيفة ما قاله عنه شجاع شافي، الأمين العام لـ «المجلس الإسلامي في بريطانيا»، إذ قال إن «خان يمثل وحدة كل اللندنيين»، مضيفاً أن «صادق أظهر عزة قوية في مواجهة الكراهية والتشكيك في خلفيته الدينية، وتصدى لحملات التشوية التي لم تكف عن استهداف المسلمين والمنظمات الإسلامية، والتي صارت أشبه بالسرطان الذي تفشي لدى قطاع ليس بالصغير من الساسة والإعلاميين، وانسحب حتى على مجال العمل الرسمي والحكومي».


وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن فوز«خان» جاء في ظل تعالي موجة الإسلاموفوبيا وحالة من الجدل أثارها تزايد تدفق المهاجرين السوريين إلى الحدود وتصاعد الصراعات الدينية والعرقية والثقافية، وبدت الصحيفة معارضة لفكرة انتخاب «خان» إذ اعتبرت أن لندن لا تمثل بريطانيا، وذلك لأن 25 % من سكانها أجانب، وأن بها نسبة كبيرة من المسلمين، وأشارت إلى أن الحملة الانتخابية لـ «خان» شابها الكثير من القلاقل بشأن ديانته وعرقه، إذ وشى منافسه جولدسميث به، حين أشار إلى دعمه السابق لـ «متهمين في جرائم جنائية» واعتراضه على ترحيل مواطن أدين في الولايات المتحدة بتهمة دعم الإرهاب، وقال إن «خان» «وفر الأكسجين والحماية» للمتطرفين، وهي الاتهامات التي حين رددها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في البرلمان وجهت له اتهامات بـ«العنصرية».


ولم تتوقف حالة الجدل حتى بعد إعلان فوز خان، إذ ذكرت صحيفة «صن» البريطانية، أنه أثناء إلقاء خان خطاب النصر أدار باول جولدينج، عضو حزب «بريطانيا أولاً» ظهره لـ «خان» في لفتة أثارت الجدل وسط الحاضرين، ورد جولدينج على اتهامات العنصرية التي طالته، نافياً أن تكون النعصرية هي التي دفعته لأن يدير ظهره لخطاب خان«وإنما أدار ظهره لأن خان«دنئ» على حد وصفه لموقع«بازفيد»الأمريكي، واعتبر أن التيار اليساري المتطرف هو الذي مكن خان من الفوز.


وأشارت الصحيفة إلى إعلان خان من قبل عن تمنيه خسارة دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، وأن تكون «خسارته كبيرة».


وفاز خان في الانتخابات بحصوله على 56.8% من الأصوات، مقابل 43.2 % لمنافسه جولدسميث، ولم تعلن النتيجة إلا في الساعات الأولى من صباح السبت، بسبب وجود أخطاء في حساب وفرز الأصوات.


وقال خان في خطاب النصر، إن سباقه الانتخابي لم يخل من الجدل والقلاقل، ولكنه :«فخور بلندن التي تخيرت اليوم الأمل بديلاً للخوف، وتخيرت الوحدة على الانقسام»، مضيفاً: «أتمنى ألا نتعرض لهذا مرة أخرى، فالخوف لا يخلق الأمن، بل يجعلنا أضعف، إن سياسات الخوف غير مرحب بها في مدينتنا».


وركزت الحملة الانتخابية لـ «خان» على قضايا معيشية، مثل الخبز، والسكن والنقل والمواصلات، وحظى بدعم قوي من النقابات العمالية، وحاول أن يبقى على مسافة من زعيم حزب العمال الذي ينتمي هو إليه، وهو جيرمي كوربين، الاشتراكي الذي يواجه معارضة من جانب مشرعي حزب العمال بالبرلمان، وعن هويته أعلن خان لصحيفة «نيويورك تايمز»: «أنا لندني، أنا أوروبي، بريطاني، إنجليزي، مسلم، من أصل أسيوي، وتراث باكستاني، أنا أب وزوج، أنا كل هذا».


وقالت صحيفة «جارديان» البريطانية، حين ترصد مشهد المصلين الذين توافدوا تحت شمس ضاحية توتينج، إلى مسجد «المزامل» وفي خطبة الجمعة، قال الإمام أن نجاح «خان» في الانتخابات يمثل خطوة مهمة، مشيراُ إلى أنه من رواد المسجد، وأنه اعتاد الصلاة فيه بانتظام وقال عنه: «رأيته متواضعاً وبسيطاً وخلوق»، وخارج المسجد قال أحد المصلين ويدعى شمس محمد: «انتخاب خان يدلل على أن لندن مدينة متحدة، واختيارها له يعد دليلاً على ثقة اللندنيين في مسلم وفي قدرته على القيام بالمهام المخولة إليه على الوجه الأكمل».


ونقلت صحيفة «صن» البريطانية، جزء أخر من خطاب النصر لـ «خان»، إذ قال: «لم أكن أحلم أن أختير عمدة للندن، وأود أن أعبر عن امتناني لكل مواطن لندني ساهم في أن يحول المستحيل إلى ممكن اليوم، وأرغب أن يحصل كل مواطن منهم على الفرص كافة التي منحتني إياها هذه المدينة ومنحتها لأسرتي، وهي الفرص التي لا تقتصر فقط على البقاء وإنما النجاح والتمتع بحياة رغدة، وبناء مستقبل أفضل للفرد وللأسرة، والتنعم بمسكن جيد، وبمجتمع أفضل، ووظيفة أربح..وكذلك الفرص التي تمكن كل لندني من تحقيق ما يصبو إليه».


وعن والده الذي أتي إلى لندن مهاجراً، قال «خان» لو أبي كان موجوداً بيينا الآن لشعر بالفخر من أن «المدينة التي تخيرها موطناً لأبنائه اختارت أحدهم عمدة لها»، وهنا على تصفيق المواطنين لخان الذي وصف أبيه الذي كان يعمل سائق حافلة بأنه كان «أب عظيم ورجل رائع».






هل أعجبك الموضوع ؟

نبذة عن الكاتب

محمد اسلام مدون جزائري قمت شهباني بانشاء هذه المدونة من اجل التعلم والاستفادة وبالتوفيق لجميع زوار هذه المدونة


يمكنك متابعتي على :


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


جميع الحقوق محفوضة لمدونة مدونة مدينة مغنية 2013/2014

تصميم : تدوين باحتراف