وشبه الكاتب ابن زايد بالشخصية الشريرة "دارث فيدر" في أفلام النجوم الخيالية الذي يسعى إلى إقامة إمبراطورية دول "إسلامية معتدلة"، ليبرالية بالاسم وبوليسية بالممارسة، والجميع يقدمون الولاء في نهاية المطاف إلى أبو ظبي.
ويسرد الكاتب ما سماها إخفاقات محمد بن زايد في المنطقة، منها طرد المدربين العسكريين الإماراتيين من أرض الصومال، وتعثر إقامة سلسلة موانئ على طول المحيط الهندي، بما فيها ميناء بربرة في أرض الصومال.
كما أن خطط ابن زايد في ليبيا لم تكن بأفضل حال، فقد تعرض رجله اللواء المتقاعد خليفة حفتر للمرض وفقد أفضل فرصة لإقامة وجود عسكري في الغرب الليبي بعدما تصالح قادة الزنتان ومصراتة.
ويشير الكاتب أيضا إلى أن التدخل السعودي والإماراتي في اليمن بدد الدعم الآتي من اليمنيين الذين دعوهم للتدخل والذين ينبغي أن يبقوا حلفاء طبيعيين للسعودية والإمارات.
وفي الشأن اليمني أيضا، تحدث هيرست عن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، قائلا إنه أصبح نزيلا بحكم الأمر الواقع في الرياض، وقد أجبر على التوقيع على تشكيل لجنة ثلاثية مع السعودية والإمارات "للمشاركة في إدارة الوضع في بلاده".
ويتابع أن مثل هذه التقارير تؤكد وجهة النظر اليمنية التي تقول إن حرب التحرير تحولت إلى حرب احتلال.
ابن سلمان وابن زايد أنفقا ثروة لشراء مواقف ترامب لصالحهما، وتقدر المبالغ من السعودية وحدها بنحو خمسمئة مليار دولار على شكل عقود دفاعية |
أكبر خيبة أمل
ولكن أكبر خيبة أمل لابن زايد -والكلام للكاتب- وأكثرها تكلفة يبدو أنه ليس الصومال وليبيا واليمن، فربما تكون خسارته الرهان على الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفسه.
ويشير الكاتب إلى أن ابن زايد وقع اختياره على ترامب أثناء حملته الانتخابية، ولا سيما أن منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون لها باع طويل في السياسة الخارجية، مضيفا أن ابن زايد كان يريد شخصا مبتدئا عدوانيا على غرار صفحة بيضاء يمكن لأي ثري وسريع أن يخط فيها السطور.
ويتابع صاحب المقال أنه عندما نأى القطريون بأنفسهم عن ترامب وجد الإماراتيون في ذلك فرصة لا يمكن التخلي عنها.
كما أن ابن زايد طبق تلك الأوصاف على ولي عهد السعودية "المتعطش للسلطة" فاصطحبه في أواخر 2015 برحلة تخييم في الصحراء، كما التقيا على متن يخت الأميركي من أصل لبناني جورج نادر -الذي استخدم من قبل الإدارات الأميركية المتعاقبة- حيث اتخذت الخطوات لإعادة صياغة المنطقة.
هيرست يقول إن وليي العهد أنفقا ثروة لشراء مواقف ترامب لصالحهما، وتقدر المبالغ من السعودية وحدها بنحو خمسمئة مليار دولار على شكل عقود دفاعية.
لكنه يقول إن الولايات المتحدة ليست أرضا سهلة يمكن المناورة فيها رغم أن وسائل الإعلام والمراكز البحثية يمكن شراؤها أو خداعها، و"لكن عندما يتعلق الأمر بشراء ترامب يجب عليك أن تكون جزءا من المعارك التي يخوضها".
وشبه الكاتب ترامب بأنه الكرت الذي لا يمكن التنبؤ به، مشيرا إلى تصريحاته عن دول في الشرق الأوسط قد تسقط بغياب الولايات المتحدة، وهو كلام أثار استياء الإماراتيين.
كما أن ترامب لم يتعاون بشأن قطر من المنظورين السعودي والإماراتي، وقبل أن يتبادل وليا عهد أبو ظبي والرياض التهاني بإقالة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون جاءهما الوزير الجديد مايك بومبيو الذي قال لهما: كفى، يجب إنهاء حصار قطر.
وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، يقول الكاتب إن ابن زايد وابن سلمان سعيا منذ البداية لإرضاء ترامب والجالية اليهودية في أميركا حتى أن ابن سلمان ذهب أبعد منذ ذلك بتصريح يدعو الفلسطينيين إلى القبول بالاقتراحات الأميركية (صفقة القرن) أو ليصمتوا.
ويشير الكاتب إلى أن أجندة ترامب لا تتماشى بالضرورة مع أجندة ابن سلمان وابن زايد.
النفوذ الإيراني
وبشأن النفوذ الإيراني، يقول هيرست إن ابن سلمان أعاد صياغة السياسة السعودية الخارجية فباتت عدوانية جدا وقد ترقى إلى حرب، لكن الكاتب يقول إن تلك الحرب ستكون حربا أميركية وإسرائيلية ضد إيران، وإن السعودية هي التي ستتلقى العواقب، مشيرا إلى أن ترامب ليس جزءا من المنطقة بل الحاكم القادم للسعودية.
ويخلص إلى أن أي حرب ضد إيران ربما تكون في صالح أجندة المحافظين بأميركا وإسرائيل، ولكن تأثيرها سيكون مدمرا على السعودية، خاصة على ملكها الجديد، مشيرا إلى أن رهان ابن سلمان وابن زايد على ترامب لمصالحهما الشخصية ما هو إلا سوء تقدير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق